الاثنين، 22 أبريل 2013

مقارنة بين تشافي و شفاينشتايجر


إذا طلب منكم تسمية أفضل لاعبيَن على الصعيد العالمي في محور الإرتكاز، فلا شك أنه سيكون من الصعب العثور على من هو أفضل من تشافي هيرنانديز أو باستيان شفاينشتايجر في اللعبة الحديثة. ذلك أن لاعبي خط الوسط في كل من برشلونة وبايرن ميونيخ يضطلعان بمهمة توزيع الكرة وإدارة اللعب بشكل يضمن لفريقيهما التفوق على الخصوم في نسبة الإستحواذ والسيطرة على مجريات المباريات، علماً أنهما يتألقان مع المنتخب الوطني أيضا، كل بعلم بلاده.

وقبل أن يتقابل هذان النجمان وجهاً لوجه في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، يستعرض عليكم بلغة الأرقام والإحصائيات الأدوار التي يقوم بها صانع ألعاب البلاوجرانا والعقل المدبر في كتيبة الفريق الألماني.

الطول:

تشافي: 1.70 م
شفاينشتايجر: 1.83 م
يتساوى تشافي في الطول مع نجم آخر في صفوف البرشا - مايسترو خط الوسط أندريس إنييستا - ولكن قصر قامتهما لم يحل دون تألقهما عن طريق أسلوب التيكي تاكا الشهير، القائم على تمرير الكرات البينية القصيرة والذي يميز طريقة لعب برشلونة وأسبانيا على حد سواء. وقال تشافي في مقابلة مع صحيفة إل موندو الإسبانية "كان اللاعبون قصار القامة يُعتبرون في السابق ضمن اللاعبين السيئين، أما الآن فقد بات الناس يعتبروننا من كوكب آخر!"

ألقاب الدوري:

تشافي: 6
شفاينشتايجر: 6
حصد لاعب خط الوسط الألماني أول لقب له في دوري الدرجة الأولى قبل عقد من الزمان، حيث كان ضمن فريق بقيادة الكابتن أوليفر كان، وإلى جانب نجوم من أمثال بيسينتي ليزارازو ومايكل بالاك. هذا الموسم، فاز شفاينشتايجر بلقبه السادس في الدوري الألماني مسجلاً هدفاً رائعاً بكعب القدم خلال المباراة التي توجت البافاريين رسمياً على عرش البطولة.

أما تشافي، فقد احتفل بباكورة ألقابه في الدوري الأسباني خلال أول موسم له مع الفريق الأول، حيث كان حينها جوسيب جوارديولا هو العقل المدبر في خط الوسط. لكن تعين على تشافي الإنتظار ست سنوات قبل الفوز بلقب الدوري مرة أخرى، لتأتي بعدها حقبة نجاح باهرة، حيث حقق مع برشلونة خمسة من أصل الألقاب السبعة التالية ضمن منافسات الدوري الأسباني، كان آخرها في عام 2011.

إجمالي الأهداف والتمريرات (2012/2013 فقط في دوري أبطال أوروبا):

تشافي: 5 (1 هدف، 4 تمريرات)
شفاينشتايجر: 5 (2 هدفان، 3 تمريرات)
غاب كلا اللاعبين عن مباراة واحدة فقط في دوري أبطال أوروبا لهذا الموسم. ففي تسع مباريات خاضها لاعبا خط الوسط في المسابقة، ساهم كل منهما في تسجيل خمسة أهداف لفريقه. فقد منح تشافي أربع تمريرات حاسمة لزملائه، بينما سجل هدفاً واحداً (في الدور ربع النهائي ضد باريس سان جيرمان)، في حين أحرز شفاينشتايجر أحرز هدفين مقابل ثلاث تمريرات حاسمة.

ومن المثير للإهتمام أن كلا اللاعبين يملكان سجلات متطابقة في منافسات الدوري المحلي كذلك، حيث ساهم كل منهما في تسجيل عشرة أهداف. بينما تمكن تشافي من هز الشباك خمس مرات في الدوري الأسباني إلى جانب خمس تمريرات حاسمة، نجح لاعب خط الوسط الألماني في تسجيل سبعة أهداف وصنع ثلاثة.

نسبة نجاح التمريرات 2012/2013 (الدوري المحلي فقط):

تشافي: 95.2٪ (2250/2364 تمريرة ناجحة)
شفاينشتايجر: 87.3٪ (1640/1878 تمريرة ناجحة)
إحصائيات تشافي المذهلة في سجلات التمرير تجعل منه أسطورة من أساطير محور الإرتكاز في تاريخ كرة القدم. ذلك أنه يُعتبر أهم مفتاح من مفاتيح الإستحواذ على الكرة في صفوف برشلونة، حيث لا يكل ولا يمل من بناء الهجمات وإعادة بنائها، موزعاً الكرات بين زملائه ذات اليمين وذات الشمال، في الطول كما في العرض.

وفي المقابل، يميل شفاينشتايجر إلى الهجوم أكثر قليلاً من نظيره الكاتالوني، حيث يسعى كثيراً إلى تسجيل الأهداف، ومع ذلك فإن نسبة نجاح تمريراته (87.3٪) تُعتبر مبهرة إلى حد كبير.

كما توجد هناك إحصائية تخلب الألباب في رصيد تشافي ضمن منافسات أبطال الدوري هذا الموسم، حيث لم يخطئ صانع الألعاب الكاتالوني في التمرير سوى 58 مرة في أكثر من 13 ساعة لعبها حتى الآن، علماً أنه قام بأكثر من 1200 محاولة تمرير في غضون ذلك.

العمر عند الإنضمام إلى النادي:

تشافي: 11 (عام 1991)
شفاينشتايجر: 13 (عام 1998)
دخل تشافي أكاديمية لا ماسيا الشهيرة في عام 1991، عندما كان فريق الأحلام الأسطوري قد بدأ للتو حقبته الذهبية التي حقق فيها أربعة ألقاب في الدوري على التوالي تحت إمرة يوهان كرويف. كان ابن تيراسا حينها يستلهم سحره من مثله الأعلى جوسيب جوارديولا الذي كان بمثابة المايسترو في فريق النجوم الذي تمكن من خطف لقب دوري أبطال أوروبا عام 1992 على ملعب ويمبلي. وبعدما شق طريقه بثبات عبر فرق الناشئين والشباب، سجل تشافي هدفه الأول مع الكبار في عام 1998، في نفس الوقت تقريباً الذي وقّع شفاينشتايجر عقده الأول مع فريق الشباب في نادي بايرن ميونيخ.

وقد تدرج لاعب خط الوسط الألماني عبر مختلف الفئات العمرية في النادي البافاري، و - على غرار تشافي - قضى فترة قصيرة في الفريق الرديف قبل الانضمام إلى الكبار، حيث ظهر لأول مرة في مباراة رسمية عندما حل بديلاً في وقت متأخر من عمر مباراة دوري الأبطال ضد لانس الفرنسي في عام 2002. يُذكر أن تشافي خاض ما يقارب 700 مباراة مع الفريق الأول في جميع المسابقات. أما شفاينشتايجر، الذي يصغر المايسترو الإسباني بخمس سنوات، فقد لعب أكثر من 400 مباراة رسمية مع البايرن.

سجل المواجهات المباشرة (النادي والمنتخب):
تشافي: فاز 3، خسر 0، تعادل 0
شفاينشتايجر: فاز 0، خسر 3، تعادل 0
كان شفاينشتايجر وتشافي على أرض الملعب عندما حقق برشلونة فوزاً كاسحاً 4-0 على بايرن ميونيخ في الكامب نو عام 2009. وكان لتشافي دور فعال في ذلك الإنتصار، حيث خلق الفرصة تلو الفرصة لزملائه المهاجمين في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في حين لم يشارك باستيان في لقاء الاياب بملعب أليانز أرينا - الذي كان بمثابة إجراء شكلي حيث تمكن برشلونة من التقدم إلى الدور نصف النهائي بنتيجة 5-1 في إجمالي المباراتين.

وقد التقى الإثنان في مناسبتين أخريين، وكان ذلك على الصعيد الدولي، حيث كانت المواجهة الأولى في نهائي يورو 2008 وكان الفوز من نصيب منتخب أسبانيا الذي أنهى صيامه الطويل عن الألقاب. في تلك المباراة، كان تشافي وراء التمريرة الحاسمة التي سجل منها فرناندو توريس هدف الفوز بكرة ساقطة مرت فوق الحارس ينس ليمان. ثم عاد شفاينشتايجر وتشافي ليتقابلا وجهاً لوجه في الدور نصف النهائي لكأس العالم 2010  ، حيث تمكنت أسبانيا مرة أخرى من حسم الموقف لصالحها بهدف وحيد. ومن المفارقات أن تشافي كان مرة أخرى هو صانع الهدف، عندما نفذ ركلة زاوية انبرى على إثرها كارليس بويول للكرة برأسه ليتمكن من هز الشباك.

المشاركات فى نهائيات كأس العالم :
تشافي: 14 (فاز 11، خسر 2، تعادل 1)
شفاينشتايجر: 14 (فاز 10، خسر 3، تعادل 1)

بعد فوزه بلقب كأس العالم تحت 20 سنة نيجيريا 1999 ، كان أول ظهور لتشافي في كأس العالم  خلال نهائيات كوريا/اليابان 2002، حيث لعب في ثلاث مباريات قبل أن يخرج مع أسبانيا من ربع النهائي. ثم لعب في جميع مباريات أسبانيا الأربع خلال كأس العالم ألمانيا 2006  قبل أن يتوّج مع لاروخا باللقب في جنوب أفريقيا.

أما لاعب خط الوسط الألماني، فقد استهل مشواره العالمي في محيط مألوف حيث خاض مع المانشافت موقعة الافتتاح في ملعب بايرن ميونيخ أليانز أرينا، خلال نهائيات 2006 التي أنهاها فريقه في المركز الثالث، وهو نفس المصير الذي كان ينتظره في عام 2010 عندما اكتفى بالميدالية البرونزية بعدما سقط فريقه على يد إسبانيا في الدور نصف النهائي.

ومن المفارقات أيضاً أن شفاينشتايجر وتشافي خاضا 36 مباراة ضمن تصفيات كأس العالم، حيث لم ستجرع أي منهما طعم الخسارة حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق