الثلاثاء، 16 أبريل 2013

اومتيتي يقول : النمو حتى الكمال


عندما تكون في التاسعة عشرة من عمرك وتشارك أساسيا في الدوري الفرنسي للدرجة الأولى، وسبق لك ان أحرزت كأس فرنسا، وشاركت في دوري أبطال أوروبا UEFA، وتستدعى للمشاركة في كأس العالم، تبدو الأمور مثالية. لكن من الصعب جدا ارضاء صامويل أومتيتي. يدرك المدافع تماما الطريق الطويل الذي قطعه في فترة زمنية قصيرة، لكن بدل ان يتطلع إلى العمل الذي أنجزه، فإنه يصب تركيزه على ما تبقى لتحقيقه.

ولا شك بأن تركيز أومتيتي سيكون على كأس العالم تحت 20 سنة تركيا 2013  حيث سيشارك لاعب ليون في صفوف منتخب فرنسا. إذا كان الحدث لا يزال بعيدا حيث تنصب جهوده في الوقت الحالي على انهاء الموسم في صفوف فريقه، فإن أومتيتي يعَد الأيام التي تفصله عن هذا الحدث. وقال لموقع  خلال التجمع الأخير لفريقه في مارس/آذار الماضي وتضمن فوزين على الدنمارك 3-1 وعلى رومانيا 3-0 "في كل مرة ننضم فيها إلى المنتخب، ندرك بأننا ندنو من الاستحقاق. يبقى لنا شهران لكي نستعد، لكننا بدأنا نفكر بالبطولة أكثر فأكثر".

على الرغم من بلوغه التاسعة عشرة فقط، يملك أومتيتي خبرة المستوى العالي في فرنسا والمسابقات الأوروبية. لكن العرس الكروي في تركيا سيكون الأول له على المسرح العالمي وقال في هذا الصدد "أتطلع إلى هذا الحدث بفارغ الصبر، لأنها بطولة كبرى، وهامة جدا في مسيرة لاعب شاب. يتعين علينا ان نعيش تجربة بطولة مماثلة في مواجهة منتخبات أقوى منا لكي نطور مستوانا. خوض بطولة أمر رائع لكنها مهمة أيضا في سبيل تطوير مستوانا وفي ما يتعلق بمستقبلنا".

أمثلة ودروس
وتتلخص مسيرة قلب الدفاع البالغ طوله 180 سنتم بناد واحد حيث تدرج اومتيتي في صفوف الفئات العمرية لفريقه قبل ان ينضم إلى الفريق الأول الاحترافي. وقال أرمان جاريدو مدرب فريق تحت 17 سنة في ليون "كان أومتيتي الأكثر لفتا للأنظار من ابناء جيله، انه قائد يتمتع بالهدوء والنضوج والذكاء ويكن الإحترام للجميع. اخترته قائدا للفريق نظرا لصفاته لكن ايضا لأنه يقرأ اللعبة جيدا. كان نظيفا في تدخلاته ولا يتأخر إطلاقا".

في موسم 2010-2011، ضمه المدرب كلود بويل إلى الفريق الأول على الرغم من انه لم يخض أي مباراة. لكن وصول ريمي جارد على رأس الجهاز الفني بعد ان كان المدير السابق لأكاديمية التكوين عجلت من عملية تطور أومتيتي. فقد خاض أول مباراة رسمية له في صفوف الفريق الأول في يناير/كانون الثاني 2012 وسرعان ما أصبح اساسيا إلى جانب لاعبين من أمثال الحارس هوجو لوريس وكيم كالشتروم وليساندرو لوبيز وآخرين ككريس ويوان جوركوف. ويقول أومتيتي عن تلك الفترة "كنت خجولا لدى تواجدي بين هؤلاء الدوليين. لم أكن أتكلم إطلاقا، كنت ابقى في زاويتي وأنظر ماذا يفعل الآخرون واحاول ان اتخذ منهم قدوة".

تعلم أومتيتي بسرعة، وقد اشاد به مهاجمو أندية الدرجة الأولى في فرنسا، لكن هذا الأمر لا يكفي هذا المدافع الذي يقول "بالطبع عندما تشعر بأنك تملك ثقة المدرب والزملاء، فإنك تلعب بهدوء أكبر ولا تشعر بالضغط لأنه لا يتم الحكم عليك في كل تدخل". وعلى الرغم من انه لعب دائما في مركز قلب الدفاع، فإنه شغل أيضا الرواق الأيسر في صفوف ليون. وقال أومتيتي "اشعر بأنني أكثر صفاء في الأشهر الأخيرة، الأمور تسير بشكل جيد، لكنني ادرك تماما بانه يتعين علي ان اطور مستواي والمحافظة على مستوى جيد على المدى البعيد".

ربما كان حريا بالمنتخب الفرنسي ان يحافظ على ثبات مستواه خلال بطولة أوروبا تحت 19 سنة المؤهلة إلى تركيا حيث فرض سيطرته على صربيا وكرواتيا قبل ان يسقط أمام إنجلترا وتعين عليه مواجهة أسبانيا في نصف النهائي. واعترف أومتيتي المولود في الكاميرون والمعجب بريجوبرت سونج وثياجو سيلفا "ربما تراخينا في المباراة ضد إنجلترا بعد ضمان التأهل وكان بالإمكان تفادي ذلك". وأضاف "لو تغلبنا على إنجلترا لبلغنا المباراة النهائية، لكننا سنستفيد من هذه الأخطاء استعدادا لكأس العالم".

خسر المنتخب الفرنسي أمام نظيره الأسباني، لكن الأول يستطيع الثأر من منافسه بعد ان أوقعتهما القرعة في مجموعة واحدة في النهائيات هي الأولى إلى جانب منتخبي غانا والولايات المتحدة أيضا. ويعترف أومتيتي "يعتمد المنتخب الاسباني اسلوبا رائعا، انه قدوة. في السنوات الأخيرة يعتبر المنتخب الأسباني أقوى فريق واجهناه"، لكن يشدد على ان المنتخب الفرنسي قادر على منافسته. وتابع "نحن أيضا، نملك النوعية ولدينا مبادىء في اللعب ونستطيع تحقيق امور كثيرة. أسبانيا هي أبرز المرشحين لكننا نجحنا في الصمود امامها وبالتالي نستطيع ان تكون لنا طموحات كبيرة".

وإذا كان حلم احراز اللقب الأوروبي تبخر، فإن أومتيتي يأمل بالتعويض على المسرح العالمي بقوله "نحن سعداء جدا لما قدمناه خلال البطولة لأننا برهنا بأننا نملك فريقا جيدا متضامنا وتنافسيا". واعرب المدافع عن امتعاضه من النتيجة النهائية على الرغم من تحقيق الأهم وهو التأهل إلى كأس العالم واضاف "على الرغم من ذلك، شعر الجميع بخيبة أمل، لأن هذا الخروج ضد أسبانيا ألحق بنا الاذى. لكن هذه الخسارة سمحت لنا بالتقدم وبمعرفة كيف نطور مستوانا".

التطور كلمة تتردد دائما خلال خطاب مدافع ليون. فهو يتطور بشكل دائم حتى انه يكتشف في نفسه مواهب جديدة. فقد سجل أول أهدافه في الدوري الفرنسي في يناير/كانون الثاني 2013، قبل ان يزور الشباك مجددا في الدوري الأوروبي في الشهر التالي ضد توتنهام ويعترف "على الرغم من أنني لا اتواجد كثيرا في منطقة جزاء الخصم، فإنني سأستمع بالقيام بذلك في صفوف المنتخب الوطني. وإذا كان الأمر يتعلق بالتسجيل في نهائي كأس العالم والفوز 1-0 فماذا يمكنني ان أطلب أكثر من ذلك؟ لا شك بأن أومتيتي المتطلب دائما قد يجد الإجابة على هذا السؤال قريبا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق