رغم اشتهار لاوس بالغابات الغنية والموارد المعدنية، إلا أنها من بين الدول الأقل شهرة في عالم الساحرة المستديرة. ومع ذلك كسب أبناء جنوب شرق آسيا احتراماً كبيراً بأدائهم المبهر في التصفيات المؤهلة لكأس التحدي 2014 AFC التي أقيمت في مارس/آذار بحجزهم أول مقعد في التاريخ في إحدى النهائيات الآسيوية.

فتحت قيادة الياباني كوكيتشي كيمورا، ظهر الفريق بشكل طيب في التصفيات حيث لم يخسر أياً من مبارياته. استهل الفريق حملته ضد منغوليا على ملعب لاوس الوطني الجديد في فينتيان أمام حشد جماهيري كبير، حيث فرض أصحاب الأرض هيمنتهم على المباراة التي انتهت بالتعادل 1-1. وفي ظل تشجيع حماسي منقطع النظير، أبهرت كتيبة كيمورا الجميع باكتساح سيريلانكا بنتيجة 4-2.

وفي المباراة الأخيرة، أهدر منتخب لاوس تقدمه في الشوط الأول ليتعادل مع منتخب أفغانستان بهدف لكل منهما وهي النتيجة التي كلفته تذكرة التأهل الفوري للنهائيات لكنه نجح في النهاية في حصد ثمار العروض المتميزة ليتأهل كأفضل ثانٍ برفقة تركمنستان.

وفي حديثه مع موقع ، صرح زايبانديث راسفون، السكرتير العام لاتحاد لاوس لكرة القدم قائلاً "يمثل هذا الإنجاز قفزة هائلة لكرة القدم في بلادنا، فالساحرة المستديرة لا تزال في طور النمو وقد بدأنا هذا العام بطولة دوري شبه احترافية، لا شك أن نجاحنا في التأهل سيعطي دفعة قوية للعبة وخاصةً على مستوى الشباب عن طريق جذب الرعاية والدعم من مجتمعات الأعمال المحلية."

جاءت الملحمة التاريخية كنتيجة طبيعية للجهود المتواصلة التي بذلتها سلطات كرة القدم في لاوس طوال العقد الماضي؛ ففي ظل دعم مالي كبير من ، تحسنت البنية التحتية بصورة رهيبة خلال السنوات الماضية.

ويعلق رئيس اتحاد كرة القدم في لاوس، فيفيت سيهاتشكار، أثناء إهدائه ميدالية الصداقة لرئيس ، جوزيف سيب بلاتر قائلاً "يدعمنا  منذ فترة طويلة وقد حققنا استفادةً كبيرة من برامج مشروع الهدف ونتملك الآن مركزاً فنياً متكاملاً ومقراً رئيسياً يضم بين جنباته صالة كرة قدم بالإضافة إلى مركز فني آخر مخصص لكرة القدم للسيدات."

لم يجلب المدربون الأجانب لنا الخبرة الدولية فحسب، بل طرق التدريب الحديثة أيضاً، والتي من بينها النظام والعلوم الطبية والتغذية والتخطيط الجيد وهي الأمور التي يحتاج لاعبونا لها للتطور.

زايبانديث راسفون

الإحتكاك الأجنبي
تبنت لاوس، الدولة الحبيسة الوحيدة في جنوب شرق آسيا، وجهة نظر متفتحة بالتعاقد مع مجموعة من المدربين الأجانب؛ إذ تولى النمساوي ألفريد ريدل مسؤولية المنتخب الأول في 2009 قبل أن يخلفه الانجليزي ديفيد بوث في العام التالي. وبعد فترة قصيرة قضاها هانز بيتر شارلر على رأس الإدارة الفنية في 2011، اضطلع كيمورا بزمام الأمور في شهر يوليو/تموز الماضي حيث عهد إليه بمهمة قيادة منتخب لاوس إلى كأس سوزوكي 2012.

استهل مدرب يوكوهاما أف مارينوس السابق مهمته ببداية ناجحة في التصفيات التي أقيمت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث قاد الفريق للفوز على منتخبات تيمور الشرقية وبروناي وكمبوديا ليتأهل للمحفل الإقليمي برفقة ميانمار.

وفي أول مبارياته والتي جمعته بالمنتخب الإندونيسي، أذهل منتخب لاوس الجميع بما فيهم جمهوره بتقدمه مرتين على صاحب مركز الوصيف أربع مرات والذي نجح في النهاية في تعويض تأخره لتنتهي المباراة بالتعادل بهدفين لكل منهما. ورغم سقوط منتخب لاوس بنتيجة 4-1 على يد حامل اللقب، منتخب ماليزيا، إلا أنه في المباراة التالية أحرج منتخب سنغافورة الذي فاز بشق الأنفس بنتيجة 4-3.

ويعلق راسفون قائلاً "لم يجلب المدربون الأجانب لنا الخبرة الدولية فحسب، بل طرق التدريب الحديثة أيضاً، والتي من بينها النظام والعلوم الطبية والتغذية والتخطيط الجيد وهي الأمور التي يحتاج لاعبونا لها للتطور. ولتحقيق تقدم متواصل، تعاقدنا مع مديرين فنيين أجانب للإشراف على منتخبات الشباب ومتابعة تطور اللعبة على المستوى الشعبي."

ويبرز في صفوف المنتخب مجموعة من المواهب الواعدة والتي يأتي على رأسها كيوفينجفت ليثثيديش البالغ من العمر 20 عاماً؛ إذ أحرز لاعب وسط إيزرا أف سي هدفين في كأس سوزوكي العام الماضي ليتوّج بجائزة لاعب العام من اتحاد الآسيان لكرة القدم. وتولى المهاجم المتألق كامفينج سايافوتثي مسئولية إحراز الأهداف في الوقت بينما تولى قيادة الفريق المهاجم المخضرم فيساي فافوفانين الذي يحمل في رصيده 18 هدفاً في 51 مباراة دولية.

وفي ظل هذه التوليفة القوية، فلا عجب أن راسفون يشعر بالتفاؤل حيال المستقبل. إذ يقول: "لدينا أسباب كثيرة تدعو للحماس والتفاؤل. فنحن نستهدف على المدى البعيد أن نصبح أحد أفضل أربعة منتخبات في المنطقة أما فيما يتعلق بكأس التحدي التي تحتضنها المالديف في مارس/آذار القادم، فنحن نسعى للتأهل للمرحلة الثانية للمرة الأولى."