الاثنين، 15 أبريل 2013

كاهيل: شغفي قوي كما كان دائماً



سيُذكر اسم تيم كاهيل على الدوام في سياق التاريخ الكروي لأستراليا كونه ابن بار لجيل ذهبي حمل بلاد الكنغر إلى آفاق جديدة في عالم المستديرة الساحرة. فقبل سبع سنوات في ألمانيا، سجل هذا النجم المولود في سيدني أول هدف في تاريخ بلاده في كأس العالم ، بينما أتت ثنائيته لتُهدي أستراليا أول فوز لها في عروس البطولات. وبعد ذلك بأربع سنوات، أصبح الأسترالي الوحيد الذي يهزّ الشباك في نسختين من الكرنفال الكروي العالمي.

لطالما اشتُهر كاهيل بتسجيل أهداف حاسمة، العديد منها كان برأسه، والآن يفصله هدف يتيم عن أفضل قناص في تاريخ أستراليا. ورغم التلميح له في سنوات المراهقة أنه أقصر من أن يصبح لاعب كرة قدم محترف، إلا أنه أثبت قدرة فذة على التعامل مع الكرات العالية، حتى أن المدرب الفرنسي للمنتخب العُماني بول لوجوين وصفه بأنه "أحد أفضل لاعبي العالم في الهواء."

على مستوى الأندية، خاض كاهيل ثماني سنوات مثمرة للغاية مع إيفرتون الذي لا يزال مشجعوه يحتفظون بمكانة كبيرة له في قلوبهم. وفي العام الماضي، فتح هذا اللاعب المخضرم وابن الثالثة والثلاثين صفحة جديدة في مشواره المهني وانضم إلى نادي نيويورك ريد بولز الأمريكي.

التقى موقع FIFA.com مع كاهيل وتحاور معه حول مدينة نيويورك وخبرته في الدوري الإنجليزي الممتاز ومشواره الحافل في عالم كرة القدم الدولية، وعن آمال أستراليا بخصوص كأس العالم البرازيل FIFA 2014. تحدث كاهيل أيضاً عن الجميل الذي يودّ أن يردّه للعبة الساحرة وعن التأثير الذي كان لجذوره من ساموا في تكوين شخصيته.

موقع FIFA.com: كيف تستمتع بمحطتك الجديدة في نيويورك؟
تيم كاهيل:
إنها فرصة عظيمة في هذه المرحلة من مشواري أن أوقع عقداً طويل الأمد في الدوري الأمريكي، وأن أكون جزءاً من فريق كرة القدم الكبير هذا. نمط الحياة مذهل، كرة القدم عظيمة، وكذلك الجماهير. لذلك يتوقف الأمر على أن أستمتع بذلك، وهو ما أقوم به بالفعل.

هل تستهويك فرصة المساهمة في أحد أحدث دوريات العالم وأسرعها تطوراً؟
بالتأكيد. [من الجيد] أن أكون جزءاً من ثورة الدوري الأمريكي بوجود هؤلاء اللاعبين، إنه مستوى جيد جداً. إنها مرحل جديدة من مسيرتي بعد 15 سنة تقريباً من اللعب على أعلى المستويات في إنجلترا. في هذا الدوري، يجب أن يلعب المرء بشكل جيد، وأن يتمتع باللياقة ويقوم بالأمور المصيبة داخل وخارج الملعب. وعلى الساحة الدولية أيضاً، تعتبر هذه خطوة جيدة بما أننا لا نلعب الكثير من المباريات مقارنة بأوروبا وتنظيم الوقت أفضل.

كيف هي الحياة في مدينة مثل نيويورك؟
إنها جميلة، لكني لا أظن أن ما جذبني هو الأضواء البراقة، ولن يكون ذلك أبداً. يوجد لاعبون مثل جونينيو وتييري هنري، وبالنظر إلى مستوى اللاعبين الذين ينضمون، فإن [الخطوة] لم تكن سهلة بالنسبة لي. من الجميل أن أساعد في تطوير الفريق والنادي والدوري، وأن أحظى بالإحترام على الضفة الأخرى من العالم.



بغض النظر عن أهمية المرء كلاعب كرة قدم، فإن الإنطباع الذي يتركه المرء داخل أو خارج الملعب مع الأشخاص الذين يتفاعل معهم هو أمرٌ يبقى للأبد.

تيم كاهيل

هل كان من الصعب مغادرة نادي إيفرتون بعد فترة طويلة أمضيتها معه؟
إني محظوظ لكون علاقتي ممتازة مع ديفيد مويس ومع رئيس النادي والجمهور. أعتقد أنني تركت إيفرتون في فترة تألق عظيم للنادي. كان النادي في موقع جيد، حيث باستطاعته إكمال المشوار سواء تركتُ أم لا. أعتقد أنني لم أقفز من المركب في وقت عصيب. غادرتُ عندما كان المركب مستقراً. هل أفتقد للدوري الممتاز وإيفرتون؟ نعم ولا. خضتُ ثماني سنوات مذهلة مع نادي عظيم كهذا. مستوى كرة القدم مختلف، لكن عندما يذهب المرء إلى دوري مختلف ويكون جزءاً من مشروع مختلف، فإن عليه أن يحتضن كل شيء.

على الساحة الدولية، كيف تنظر إلى عملية ضخ روح الجيل الجديد في المنتخب؟
أعتقد أنها عظيمة. ما يحاول هولجر القيام به هو إدماج لاعبين جدد مع مرور الوقت. يجب إدخال العناصر ببطء وضمان عدم دفع الأمور بسرعة أكبر من اللازم. نحن الآن بمرحلة حيث قدراتنا ومستوانا رائع. إنه أمرٌ عظيم أن أكون أحد اللاعبين المتقدمين في السن الذي يقوم بالإرشاد ويوجه الفريق. إنه جانب آخر، ولكنه ممتع بحق. أن نرى هؤلاء اللاعبين الصغار يساعدون الفريق ويدفعونه نحو مستويات [جديدة] يجعلني بقمة السعادة.

الآن وقد أصبحت في مرحلة متطورة من مسيرتك المهنية، هل يسعدك تمثيل بلادك أكثر؟
لا، لا فرق. شغفي بأستراليا كان قوياً من اليوم الأول. لطالما أسعدني القميص الأخضر والذهبي، وهو ما أظهرته في كل معسكر تدريبي. لا يزال يحدوني نفس الشعور عندما مثلت بلادي للمرة الأولى. كوني أصبحت لاعباً متقدماً في السن، يتعلق الأمر بالمساعدة والجهوزية لتقديم المساعدة.

بضمانك لموقع دائم في تاريخ كرة القدم الأسترالية، هل تنظر للوراء وتتذكر بعض اللحظات الجوهرية في مسيرتك؟
دائماً ما أفكر بتكرار هذه اللحظات، وما قد يعنيه إيصال أستراليا مجدداً إلى كأس العالم. استحضار تلك اللحظات أمرٌ رائع، لكن الإهتمام يتعلق بالحاضر وإحداث الفرق الآن. سواء تعلق الأمر بي أم بشخص آخر يقوم بالتمريرة الأخيرة أو يسجل الهدف، فإن الأمر سيان. الأمر المهم هو الفوز.

ما هو مدى أهمية خلفيتك التي تعود إلى ساموا؟
والدتي من هناك وترعرعت هناك في صغري. جانب الثقافة والتقاليد مهم بسبب القيم. قيم احترام الأكبر سناً وكل من حول المرء، وأن يكون المرء متواضعاً. المشاركة والتحلي بالأدب، كلها أمورٌ صغيرة. بغض النظر عن أهمية المرء كلاعب كرة قدم، فإن الإنطباع الذي يتركه المرء داخل أو خارج الملعب مع الأشخاص الذين يتفاعل معهم هو أمرٌ يبقى للأبد. هذا أمرٌ تعلمته من ثقافتي، وألا أنسى منبتي وهو ما لن يحصل أبداً. أن أتذكر دائماً أنني متساوي مع الجميع. أتمتع بحظوة وهو أمرٌ لن أستغله على الإطلاق لفائدتي الشخصية. التقاليد والثقافة وإرث ساموا يشكل ربما العنصر الأقوى في تكويني الداخلي.

يبدو أن ردّ الدين للعبة أمرٌ في غاية الأهمية بالنسبة لك...
العمل الخيري والعطاء للقضايا المحقة هو أمر مهم بالنسبة لي. عندما تنظرون إلى حياتي اليومية، فإنها ذات صلة بي أكثر بما أقوم به بشكل احترافي. أن يكون للمرء وجهة نظر في هذا الشأن هو أمر هام. الأعمال الخيرية وغيرها من الأمور التي أضطلع بها هي شيءٌ اعتيادي بالنسبة لي. فهي تبعث بالرسالة الصحيحة ويكون لها الأثر الصحيح، وهذا ما أنا موجود لأجله.

أخيراً، هل لا تزال قدماك قويتان في عمر 33؟
نعم، ألعب في كل مباراة يقع الخيار عليّ بالمشاركة فيها. أعتني بجسدي، وانتقالي للدوري الأمريكي كان ذكياً. فلا ألعب مباراتين أسبوعياً كما هو الحال في أوروبا. ومن أجل خوض نسخة أخرى من كأس العالم، فإن الإنتقال كان دون شك الأفضل بالنسبة لي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق