الجمعة، 19 أبريل 2013

بوسكا : ما نقوم به هنا هو توفير مقاربة تكتيكية


قطع الحكام الراغبون التواجد في كأس العام البرازيل 2014  شوطاً هاماً هذا الأسبوع من خلال مشاركتهم بندوة مكثفة أمتدت لأربعة أيام في مقر  في زيوريخ بين 16 و19 أبريل/نيسان.

وشارك في الحدث الذي أقيم هذا الأسبوع حكام من UEFA - حكام أساسيون ومساعدو الحكام - وذلك بعد الندوات التي أقيمت في منطقتي CONCACAF وCONMEBOL. أما بالنسبة لحكام إتحادات AFC وOFC وCAF، فستكون لهم حصتهم من الندوات في الأسبوعين المقبلين في مناطقهم.

وأشرف رئيس لجنة التحكيم في  ماسيمو بوساكا - الذي يعتبر من أفضل الحكام السابقين في كأس العالم  - على هذه الندوة المكثفة التي التي شملت العديد من الجلسات النظرية والعملية.

وسبق للحكام الساعيين للمشاركة في البرازيل 2014 المشاركة في حدث مماثل في زيوريخ خلال شهر سبتمبر/أيلول الماضي، في حين أن هذه الندوة الثانية جاءت لتبني على القاعدة التي أسست في الندوة الأولى.

والنواحي الرئيسية التي تم التركيز عليها كانت حماية اللاعبين وصورة اللعبة؛ الإستقرار في الأداء والانتظام؛ قراءة المباراة من زاوية فنية وتكتيكية، وفهم تنوع اللاعبين وذهنية الفرق.

وأشار بوساكا إلى أن الباب ما زال مفتوحاً أمام حكام ومساعدين آخرين من UEFA، غير الحكام الـ19 والمساعدين ال57 الذين شاركوا في الندوة، لكي يشقوا طريقهم إلى اللائحة النهائية لبرازيل 2014.

وقال بوساكا "مثل المنتخب الوطني، نحن نعمل منذ سنتين تقريباً. نريد أن نعطي رسالة واضحة: اللائحة مفتوحة. قد يكون أحد الحكام لا يملك اليوم الصفات التي نبحث عنها، لكن قد يصبح كذلك غداً."

وأضاف "بهذه الطريقة، يجب على الحكام المتواجدين خارج القائمة الحالية الشعور بالحافز لعلمهم أن ما زال بإمكانهم المشاركة في نهائيات المسابقة. نحن نعمل كفريق كرة القدم. اليوم نحن نخوض التصفيات ماضون في تصفيات، لكننا لا نعرف حتى الآن من سيكون في تشكيلتنا النهائية لكأس العالم!"

وأشار بوساكا إلى أن الخطوة التالية في تطوير دفعة حكام 2014 هي بناء مستوى من المساواة والثبات في عملية صنع القرار في الميدان.

وقال السويسري صاحب الخبرة الطويلة "نحن نبحث عن الوحدة والثبات للمستقبل، هذا هو المفتاح بالنسبة لنا."

وأضاف "من المهم بالنسبة لنا مشاهدة التصفيات، مباريات الدوريات ومحاولة معرفة من الذي لديه النهج التكتيكي الجيد خلال المباراة. الحكام الذين يملكون هذا الأمر هم القادرون على المشاركة في المسابقات الكبيرة. هذه هي خطواتنا القادمة."

وكان اللعب النظيف أحد العناصر الأساسية في ندوة هذا الأسبوع، وبشكل أكثر تحديداً، حماية اللاعبين وصورة اللعبة. وشدد بوساكا كثيراً على هذه النقطة التي تعتبر المفتاح الأساسي للعبور إلى البرازيل 2014.

ما نقوم به هنا هو توفير مقاربة تكتيكية، التركيز على مسألة التمركز في الملعب، إعطاء رسالة واضحة للاعبين أنه، مع مساعدة اللعب النظيف، بإمكاننا أن نقلل من كمية الأخطاء، وهذا هو هدفنا.

ماسيمو بوساكا

 وقال بوساكا "بالنسبة لي، إنها إحدى أهم الرسائل التي يجب أن نبعث بها إلى العالم واللاعبين. نحن ذاهبون إلى البرازيل، أحد أكثر البلدان شهرة في عالم كرة القدم. نحن بحاجة للعب النظيف، نحن بحاجة إلى الإحترام."

وأشار بوساكا إلى أن "الحالات تحدث للحكام في أقل من ثانية واحدة، أحياناً لا تكون زاوية الرؤية جيدة بالنسبة لهم، لذلك فمن المهم التعاون. يجب أن يفهم اللاعبون أن كرة القدم شيء يجب الإستمتاع به، وليس تدميره. في بعض الأحيان يعجز الحكام عن إتخاذ القرار الصحيح إذا لم يكن هناك لعب نظيف."

وكانت مسألة فهم العقليات الكروية المختلفة من أحد المحاور الهامة في الندوة، فكيف بإمكان الحكام تحقيق تطور إضافي في هذا الجانب؟

أجاب بوساكا "من خلال جعل كرة القدم طعامنا اليومي، مثل ما يفعل اللاعبون والمدربون. هذه هي الطريقة التي تخول الحكام فهم العقليات الكروية المختلفة. مشاهدة أشرطة الفيديو وفهم الإختلافات."

وقال "في تلك الندوة، قمنا بجلسات نظرية حيث شاهدنا مقاطع فيديو لحالات من قارات مختلفة. علينا أن نفهم كل منطقة سواء كانت أفريقيا، آسيا، أمريكا الوسطى، لأنه حينها لن يتوقعوا حصول ما لم يكن في حسبانهم. نحن بحاجة إلى تفهم الثقافات المختلفة قدر الإمكان. انه أمر مهم للغاية."

وأشار بوساكا إلى أن هناك أيضاً تركيزاً قوياً في الوقت الحالي على التمركز في أرضية الملعب، خصوصاً في ظل عدم إستخدام حكام خط المرمى في البطولات التي ينظمها .

وقال "نحن نركز حالياً بشكل خاص على التمركز. الحكم المتمركز بالشكل المناسب يستطيع أن يستبق الأمور وأن يقرأ بشكل أفضل ما يحدث في المنطقة الرمادية، منطقة الجزاء، وعموماً أجزاء الملعب التي من الصعب رؤيتها. مع كل هذا التدريب، أعتقد أن بإمكان الحكام الأربعة المستخدمين حالياً أن يروا المزيد من الأشياء."

وسوف تستخدم تكنولوجيا خط المرمى العام المقبل للمرة الأولى في في كأس العالم ، ويرى بوساكا أنها إضافة هامة.

وقال السويسري المخضرم "تكنولوجيا خط المرمى مهمة جداً بالطبع. إذا عدنا بالزمن إلى كأس العالم الأخيرة، فلقد إختبرنا حادثاً حيث تجاوز الكرة خط المرمى بحوالي 50 سنتيمتراً. مع هذه التكنولوجيا، أصبح بإمكان الحكام التركيز على مجالات حساسة أخرى، مثل حالات التسلل، وغيرها، لذلك إنها آلية مساندة هامة جداً."

وأضاف "لقد قمنا بعض التجارب الحقيقية في كأس العالم للأندية في ديسمبر/كانون الاول، وعمل النظام بشكل جيد رغم أننا لم نختبر أي حالات واضحة، وأنا متأكد من أنها ستكون مفيدة بشكل كبير في المستقبل."

وإعترف بوساكا أن بالإمكان تحسين نواح عدة في مجال التحكيم، مشيراً إلى أن  يعمل بجد لتحقيق هذه الغاية.

وقال في هذا الشأن "يمكن تحسين مسألة قراءة اللعبة والمقاربة التكتيكية. بالطبع لا يمكننا التخلص من جميع الأخطاء، لكن بإمكاننا أن نفعل كل شيء ممكن للحد منها. نحن بشر وسنرتكب دائماً الأخطاء."

وختم بوساكا "ما نقوم به هنا هو توفير مقاربة تكتيكية، التركيز على مسألة التمركز في الملعب، إعطاء رسالة واضحة للاعبين أنه، مع مساعدة اللعب النظيف، بإمكاننا أن نقلل من كمية الأخطاء، وهذا هو هدفنا. هذا هو واجبنا وآمل أن تكون الرسالة واضحة للجميع."

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق