الأربعاء، 17 أبريل 2013

زيارة بلايتر لهايتي


في زيارته الأولى للبلاد منذ الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي قبل ثلاث سنوات، تعهد رئيس  جوزيف سيب بلاتر بدعم البنية التحتية للبلاد في مجال كرة القدم من خلال مجموعة عمل جديد تكرس جهودها لهذا الشأن. فعقب مباحثات مكثفة حول تطوير حال المستديرة الساحرة في البلاد مع الرئيس مايكل مارتيلي، اتفق الجانبان على أن الحل الأمثل هو بتشكيل مجموعة موحدة تضمّ ممثلين عن الفيفا والإتحاد القاري للعبة والإتحاد الوطني وحكومة هايتي لتكون بمثابة المحرك نحو تلبية احتياجات اللعبة في هذه الدولة الكاريبية.

متحدثاً من ملعب "سيلفيو كاتور" الذي تم تشييده بدعم من تمويل خاص تقدم به ، رسم بلاتر الخطوط العريضة للمساعدة التي سيتم تقديمها من أجل تطوير كرة القدم في البلاد حيث قال "أتينا إلى هنا لدعم هايتي في إطار جهودها لإعادة بناء عالم كرة القدم في البلاد بعد زلزال عام 2010."

وأضاف قائلاً: "توجد في البلاد الكثير من المواهب، ويجب أن نقوم بالمزيد لكي تزدهر. وبفضل الإرادة التي يتمتع بها رئيس هايتي، قررنا سوية إنشاء مجموعة عمل بين الفيفا وCONCACAF واتحاد هايتي لكرة القدم والحكومة، والتي يجب أن تضع بحلول نهاية العام خطة لإحياء كرة القدم الهايتية."

وأثارت هذه الخطة حماس جيفري ويب رئيس اتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي لكرة القدم  الذي كان حاضراً أيضاً، وأعرب عن إيمانه بما يمكن لهذا الإقتراح أن يحققه "يشكل اليوم لحظة حاسمة بالنسبة إلى  وهايتي. عندما نوحد قوانا مع كرة القدم والحكومات، بوسعنا الحصول على المزيد من الإستثمارات لرياضتنا."

وإلى جانب الإستثمارات التي حصلت عليها تاهيتي منذ الكارثة، أعرب الرئيس مارتيلي عن رغبته العارمة باستعادة البلاد لقدراتها الكروية وخوض غمار المستديرة الساحرة، بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالكيفية التي يمكن من خلالها لهذه الرياضة أن تساعد البلاد بما هو أبعد من المستطيل الأخضر: "إننا نحب كرة القدم في هايتي. إني من كبار المشجعين ولاعبٌ سابق، ونحن بحاجة للقيام بجهود في بلادنا لإعادة كرة القدم الهايتية إلى الطليعة في منطقتنا."  

بعد الزلزال، كانت كرة القدم أول نشاط يتم استئنافه في هايتي، ولم يكن ذلك ممكناً لولا دعم . خطوة بخطوة، نعيد بناء المنشآت وإطلاق النشاطات الكروية.

إيف جان بارت

وأضاف قائلاً: "الحكومة تدعم اللعبة وسنركز على البنية التحتية كوننا قمنا بتشييد أكثر من 40 ملعباً في السنتين الماضيتين. نحن بحاجة لنمنح شبابنا فرصة، لأن كرة القدم تتمتع بجوانب إيجابية كثيرة، ولا تنحصر بالرياضية منها، ولكن أيضاً بما يتعلق بالتعليم والصحة."

وقد أعرب بلاتر عن اتفاقه الكامل مع ذلك: "التعليم وبرامج التطوير هي في محور كرة القدم. علينا أن نجلب كرة القدم إلى المدارس، ولذلك نحن بحاجة لدعم الحكومات. ويتعين علينا أيضاً أن ندرّب المربّين. بالنسبة إلى ، فإننا سنستمر بدعم هايتي بنفس الطريقة التي قدمنا فيها 4 ملايين دولار على شكل صندوق تطوير بعد زلزال 2010."

جلّ هذا الرقم والبالغ 3 ملايين دولار تم التبرع به مباشرة بعد الزلزال، ويشمل أموالاً مخصصة للمساعدة الطارئة وعائدات مباريات دولية خاضتها المنتخبات الإثنتان والثلاثون التي شاركت في كأس العالم جنوب أفريقيا  2010. وقد تم استثمار هذه الأموال في مشاريع بنى تحتية ـ بما فيها ملعب "سيلفيو كاتور" وإعادة تفعيل البطولات في البلاد، بالإضافة إلى تأسيس منتخب للسيدات تحت 17 سنة.

بالإضافة إلى ذلك، تم افتتاح المقر الجديد لاتحاد هايتي لكرة القدم ـ مدعوماً من الصندوق الآنف الذكر ـ خلال زيارة بلاتر وسط أجواء احتفالية بالثقافة والتقاليد المحلية أمام جمهور من أبناء البلاد الشغوفين بالمستديرة الساحرة.

ومن بين الحضور كان هناك إيف جان بارت، رئيس الإتحاد الوطني لكرة القدم، الذي شرح لبلاتر لدى زيارته مقر  بعُيد الكارثة ما جرى خلال اللحظات الرهيبة للزلزال وما تلاه. وكانت هايتي قد خسرت عدداً من أفراد عائلة كرة القدم في الكارثة التي حلّت بالبلاد وكان جان بارت لا يزال مضمداً بجراحه عندما التقى بلاتر قبل ثلاث سنوات.

وكانت الأمم المتحدة قد قدرّت عدد الضحايا بـ220 ألف شخص، بينما تعرض 1.5 مليون شخص للتشريد. وقد تم انتشال 32 جثة من ركام المقر السابق للإتحاد الوطني لكرة القدم. ورغم كل ذلك، كانت روح جان بارت إيجابية خلال الزيارة، حيث قال "بعد الزلزال، كانت كرة القدم أول نشاط يتم استئنافه في هايتي، ولم يكن ذلك ممكناً لولا دعم . خطوة بخطوة، نعيد بناء المنشآت وإطلاق النشاطات الكروية."

وعلى الملعب أيضاً، كان هناك بارقة أمل. حيث شارك منتخبا تحت 17 سنة وتحت 20 سنة في البطولتين القاريتين الخاصتين بهاتين الفئتين العمريتين هذه السنة، وشكّل افتتاح المركز الجديد خطوة إيجابية أخرى للأمام في الطريق نحو الإعلاء من شأن اللعبة في البلاد. ورغم أن هايتي فشلت في التأهل إلى كأس العالم البرازيل  2014، إلا أنها سجلت أفضل تصنيف في تاريخها على لائحة التصنيف العالمي  في يناير/كانون الثاني الماضي، متقدمة للمركز 38 وقافزة 18 مرتبة بين نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول في العام الماضي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق